تحدثت في مقال قديم منشور لي عن الآية عنوان المقال وهنا أريد أن أربط الآية بمظهر اجتماعي وأضع بين أيديكم رأيي المتواضع فيه.
أولا ما سبب الآية وما معناها العام؟
الآية تخاطب النبي صلى الله عليه وآله وصحبه المنتخبين فتطلب أن يكون دائما ذاكرا لنعم الله وشاكرا له. وأيضاً تخاطبنا جميعا بألا يكون حديثنا إلا بأن الله أنعم علينا وأننا دائما في خير من نعم الله تعالى. حيث إنه يجب على المسلم ألا يكون حديثه بسلبية أي أنني ضعيف ومسكين ومريض بل أن يشكر الله على جميع الأحوال ففي كل الأحوال لله نعم عليه يجب أن يشكرها.
ظاهرة الرفاهية:
نعم يجب شكر النعم بالقول والفعل أي الظهور بما أنعم الله علينا ولكن هناك نقاط يجب التوقف عندها:
1) التحدث بنعم الله لا يعني الصرف الزائد عن الحد فيما لا يكون إلا من أجل أن يري الناس أنه يصرف (يبذر ماله في أمور من أجل الشو).
2) التحدث في نعم الله من مصاديقها صرف المال فيما يجب من الصدقات.
3) التحدث في نعم الله ليس بالضرورة يكون في المجال المادي فقط.
4) الصرف في الكماليات دون النظر إلى الضروريات هو نوع من عدم احترام نعم الله.
الحج والصرف:
استوقفني موضوع طرح للنقاش حيث إنه يقول المناقش إن كثرة البحث عن الحج برفاهية مفرطة لا يعد تبذيرا وقارن طارح الموضوع للنقاش بين الصرف على الحج والصرف على السياحة وقال إن الناس لا تتحدث عن الصارف في سياحته آلاف الدولارات بينما إذا صرف المبلغ نفسه في الحج تبدأ انتقاداتهم. هنا أقول إن هنالك نقاطا عدة مرتبطة بالموضوع:
1) الحج له وضعية خاصة حسب استطاعة الحاج نفسه المادية والجسمانية المعتبرة (بعيدا عن تعذره غير المبرر).
2) المغزى من الحج أن تبتعد تماما عن رفاهيتك الدنيوية وأن تختلط بمختلف المستويات.
3) الذي يتحدث عن الصرف على الحج في حال القدرة عليه وفي حال توفر الشروط الصحيحة لماذا لا ينتقد الصرف على الدنيا قبل أن يفكر في أن ينتقد الصرف على ما يقرب الإنسان من الله.
وفي النهاية تقبل الله من الحجاج حجهم والسلام موصول للجميع