التصنيفات
المقالات الاجتماعية والثقافية

تحليل أركان الحياة الزوجية

منظار مواطن

حسين خليل نظر حجي

جريدة العرب

قطر

06 نوفمبر 2016

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}.
بالطبع إن من المعروف أن الإسلام قد جعل من علاقة الرجل بالمرأة علاقة مقدسة وعلاقة خاصة للغاية، ولم يجعل فيها صغيرة أو كبيرة إلا ونظمها حتى يحافظ على مجتمعه من الآفات المختلفة.
وإن الحفاظ على الأسرة دعامة أساسية من الدعامات التي يقوم عليها النظام الإسلامي.
وهنا أضع بين يدي القارئ تحليلا لمعنى العلاقة الزوجية في الإسلام طبقا لآيات مذكورة في القرآن الكريم، وأرى أن العلاقة الزوجية قائمة على أركان أربعة وسأتناولها بما يسعفني من كلمات وأرجو لكم الاستفادة واعذروني إن كان في تحليلاتي قصور أو نقص.

الأركان الأربعة:
أولاً القدسية:
العلاقة آية من آيات الله أي معجزة من معجزاته حتى لا يختلط النسب ولا تنتشر الآفات ولا تنتشر الرذيلة، ولو توقفنا قليلا عند كل جزئية من جزئيات الزواج وأن الله أوجب بين الطرفين حقوقا وواجبات، وتأملنا أن العلاقة الزوجية هي أحلى صور العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة وتأملنا الميثاق الغليظ بينهما، ولو دققنا في أجر الطرفين في إقامتهما لهذا النظام على أكمل وجه لعرفنا هنا أهمية هذا الركن وهو ركن الإعجاز والقدسية، علماً أن الزواج لم يقم في يوم من الأيام على الماديات والذي يقوم على ذلك يكون مشبها لما قام عليه فالماديات زائلة متغيرة.

ثانياً السكن:
فالسكن يعني السكينة فالسكينة متى وجدت بين الزوجين كانت حياتهما مستمرة تعطي المعنى الحقيقي للعلاقة المقدسة الزواج.
ومن أوجه السكينة بين الزوجين أن يكون أثره واضحا على الطرفين؛ حيث إن السكينة يدخل فيها أن الرجل إن خرج مطمئناً لا يخاف على بيته وإن عاد يعود إلى مسكن يجد فيه طمأنينة وسكينة وراحة بال وبشاشة تسره وكأنها تشاركه في أن تزيل جميع همومه التي جاءت من المؤثرات الخارجية، ويدخل فيها أن المرأة يجب عليها الحفاظ على نفسها سواء كان الزوج حاضرا أو كان غائبا وأن تحفظ سره.
وأوضح مثال على ذلك ما أثر عن نبي الله إبراهيم -عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام- أن مر على بيت ابنه إسماعيل -عليه السلام- على مرتين في المرة الأولى طلب منه عدم الإبقاء على زوجته وفي الثانية تثبيتها وأن لا يغيرها، وهنا لو تأملنا السكن بمختلف حالاته لعرفنا حقيقة هذا الركن العظيم.

ثالثاً المودة:
بعد التكلم عن الركنين السابقين فإن المودة تتولد متى ما كان طرفا الزواج أولا ملتزمين بقدسية حقوقه وواجباته وملتزمين بتوفير السكينة المتبادلة بينهما، وأن العلاقة الزوجية آية من آيات الله تحوي الطرفين وفيها آثار مادية ومعنوية.

رابعاً الرحمة:
فلما كانت المودة بين طرفي الزواج يصلان إلى الرحمة المتبادلة والتي يجب أن تسود علاقتهما ففي النهاية هما من البشر وللبشر أحوال متغيرة فيجب على الزوجين مثلاً أن يكونا على قلب واحد في الشدة، ويجب أن نتأمل أن الرجل أحياناً يكون مسؤولا عن المرأة وأحياناً يكون مسؤولا منها وأيضاً كذلك المرأة يجب أن تفهم معنى القوامة وحدودها ومعنى أن الرسول صلى الله عليه وآله عندما قال فيما معناه: أنه لو أمر أحدا بالسجود لمن هو مثله لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها.
ويتوج القرآن نتيجة مهمة في آياته لمن تكون علاقته الزوجية بهذا الشكل وهذه الأركان بأن الطرفين يشكلان لباسا للطرف الآخر، واللباس يعني الغطاء والستر والحفاظ على الطرف المقابل.
وفي النهاية أعتذر مرة أخرى إن كان في تحليلي خطأ والسلام موصول للجميع.