التصنيفات
المقالات الاجتماعية والثقافية

البرمجة اللغوية العصبية 2

حسين خليل نظر حجي

جريدة العرب

05 ابريل 2014

تكلمنا عن ظهور العلم وأول الأفكار المكتشفة، والتي دعا إليها هذا العلم نمذجة المهارات اللغوية، وهنا توضيح لذلك.
فكرة النمذجة: هذا يعني أن نقوم بتفكيك نجاح شخص مثلاً، ثم نقوم بنقل العناصر هذه إلى شخص آخر، أي إن النمذجة تعني الاستفادة من خبرات الآخرين، ليس هذا وحسب إنما هو محاكاة للناجحين، فمثلما قلنا إن التغيير يريد إرادة حقيقية، فشروط الإرادة التي ذكرناها يجب أن يطبقها الجميع لكي يصلوا إلى النجاح، وهذا بالنسبة لأول فكرة في البرمجة.
الفكرة الثانية: وهي أن العقل البشري يعمل مثلما يعمل الحاسوب، حيث يحتوي على برامج، فالحاسوب برامجه تشكل بيانات، وأما البرامج العقلية تشكل السيلات العقلية، فكما الشاشة في الحاسوب تحول لنا البيانات إلى صور وكتابة ومشاهد ومقاطع صوتية ونحوه، فإن الجهاز العصبي بالإنسان يوصل العقل بالأعضاء، فهناك برنامج عقلي للإبصار وآخر للشم وهكذا.
هذا بالنسبة للفكرتين الأوليين المكتشفتين، فماذا عن تعريف البرمجة؟
هي مجموعة الأفكار والسلوكيات والأحاسيس التي تحكم أساسيات تواصلنا مع ذواتنا والآخرين.
وأما اللغوية فتشير إلى اللغة الداخلية والخارجية (الداخلية الجسد ونحوه، والخارجية اللغة المسموعة).
وأما العصبية فهي تشير إلى الجهاز العصبي.
هل علم البرمجة اللغوية العصبية هو علم منتمٍ لعلم النفس؟ وهل يرتبط فقط بالعلاج؟
بالطبع لا بل هو علم متعلق بتغيير ذواتنا عن طريق تغيير سلوكياتنا، وأضرب مثالاً للتوضيح: شخص مدخن أي إنه برمج سلوكه على التدخين، ويجالس دوماً مدخنين، وشجعه أصدقاؤه على هذه العادة فتبرمج عليها.
يستطيع هذا الشخص أن يستفيد من البرمجة اللغوية العصبية لترك التدخين أن توفر له العوامل الخارجية المساعدة، مثل أصدقاء يشجعونه على الترك والعزم على التغيير ونحوه، هنا هذا الشخص يستطيع الاستفادة من العلم من خلال تغير هذه العادة، أي تغيير برمجته على هذه العادة واستبدالها بعادات جيدة، أي إنه يستطيع الاستفادة من العلم في تغير برمجة سلوكه، وبالتالي برمجة تواصله مع الآخرين، وهذا مثال لتوضيح أن هذا العلم يستفاد منه في تغيير سلوك، وأيضاً يستفاد منه في تغيير أي سلوك آخر بتغيير العوامل فتتغير البرمجة الموجودة بذواتنا، فهيا بنا لنغير من أنفسنا للأفضل ولنغير البرمجات السيئة بنا.
والسلام موصول للجميع