التصنيفات
المقالات الاجتماعية والثقافية

خير الأمم

حسين خليل نظر حجي

جريدة العرب

04 فبراير 2012

خلق الله الأرض، واختار منها مكة لتكون أشرفها، وخلق الخلق وجعل الإنسان أسماها، وخلق الإنسان وجعل الأنبياء أصفاهم، وخلق الأنبياء وجعل أفضلهم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه المنتجبين

  وأخرج الأمم وجعل خيرها المسلمين، حيث يقول عز من قال: «كنتم خير أمة أخرجت للناس…».
أوصاف خير الأمم:
وهكذا فإن النص القرآني الذي ذكرته يجعل الخيرية للأمة ما دام بها وصفان أساسيان: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، حيث يقول الله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر …»، والسبب الذي جعل الخيرية مرتبطة بهذين الأمرين هو أن هاتين المهمتين كانتا موكلتين للأنبياء والرسل والمصلحين، وأصبحت من الواجبات الملقاة على عاتق هذه الأمة، كل حسب إمكاناته وحسب قدراته.
مفهوم هاتين الصفتين:
للأسف نحن نعيش بعيدين كل البعد عن هاتين الصفتين، حيث إن المفهوم الموجود لدى الناس لهاتين الصفتين خاطئ، حيث إنهم يربطونه دائما بالعبادات ومحيط المسجد، وفي نطاق نصيحة الأب لابنه، ونصيحة الصديق لصديقه، لكن مفهوم المعروف والمنكر أشمل بكثير مما يعتقده هؤلاء، فالمعروف والمنكر قد يكون شرعياً (كما يعتقدونه)، وقد يكون اقتصاديا، وقد يكون اجتماعيا، وقد يكون أخلاقيا، وهو أيضاً في كافة مجالات الحياة.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الاجتماعي:
كما قلت إن هذين الأمرين في جميع المجالات، فإن رأينا معروفاً اجتماعياً مدحناه، وإن رأينا منكراً اجتماعياً يجب علينا محاولة تغييره أو إيصاله لمن يستطيع تغييره حسب القوانين وحسب مسؤوليتنا الوظيفية، والتي نساءل أمام الله عنها.
وظيفة الكاتب:
هنا أتمنى من الكتاب أن يردوا علي أنهم يشاطرونني الرأي أم يختلفون معي، في أن الكاتب مسؤول أمام الله، فلا يكتب إلا ما يعلم، حيث قوله تعالى: «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
ويكتب ما يكون معروفا فيمدحه، ويكتب ما هو منكر ويذمه، من منطلق المسؤولية الاجتماعية الواجبة عليه بصفته فردا بالمجتمع، وهو محاسب على مسؤوليته، ونقل الكاتب لأفعال ومشاهد خاطئة بمقاله بغرض أن تصل للمسؤولين لا يكون فتنة، والتي يقول عنها الله تعالى «الفتنة أشد من القتل».
حيث إني وضحت أن ما يكتبه محاسب عليه.
وعلى الكاتب عندما ينتقد يلتزم بقواعد النقد، فلا ينتقد أفرادا، بل ينتقد أفعالا وأنظمة.
في الختام أود أن أشكر الله على ما نعيشه من نعمة، حيث يوجد منا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بمختلف صوره، وأهنئ دولتنا وجميع الأمة الإسلامية بمناسبة الهجرة والمولد النبوي، جعلنا الله ممن يتمسك بدين خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وآله وصحبه المجتبين، ووحد كلمتنا على الحق.
والسلام على الجميع..