التصنيفات
المقالات الاجتماعية والثقافية

استثمار أو استغلال

حسين خليل نظر حجي

جريدة العرب

قطر

28 يوليو 2018

نحن نعلم أن هناك شركات متخصصة لتكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، ودائماً ما نرى هذه الشركات بعين الشكر لهم على العمل الإنساني الذي يقومون به، ولا نفكر للحظة أن نراجع خلفهم لنرى هل عملهم لأجل الخير أم لمصلحة خاصة، وحتى المؤسسات التي تعمل في المجال.
فما التكنولوجيا المساعدة؟ وما إمكانية وصول التكنولوجيا المساعدة؟ إمكانية الوصول هي باختصار الأجهزة والبرامج والبيئات المكيفة لأن يستخدمها المكفوفون وذوو الإعاقة
المشكلة: لماذا تكون الأجهزة والبرامج الخاصة بالمكفوفين باهضة الثمن؟
في اعتقادي المشكلة لها أكثر من سبب:
1- المشكلة الأولى عدم وجود شركات كثيرة في المجال، واحتكار التعريب عند بعض الشركات في بعض الأحيان.
2- لأن بعض الشركات تستهدف من خلال رفعها للسعر أن يأخذها الناس الذين يرغبون في مساعدة ذوي الإعاقة وخاصة المؤسسات؛ فلذلك تربح من خلالهم وهي مستغلة تعاطف الناس.
3- تقول الشركات إن تكلفة صنع هذه الأجهزة عالية الثمن.. هنا أؤيد أن أسأل القراء أن يكون عالي الثمن.. هل يصل لهذا الحدّ بحيث إن «الاسكانر» -والجميع يعرفه- هل لأن «الاسكانر» خاص بالمكفوفين، أضيف إليه ناطق يكون سعره في اسكنر المبصر 500 ريال ويكون اسكنر الكفيف ما يقارب 7000 ريال!
وهناك مثال آخر، أن هناك هاتفاً محمولاً صدر مؤخراً للمكفوفين، وهو هاتف يحمل ذاكرة واحد جيجا بايت رام، وذاكرة داخلية 16 جيجا بايت، سعره 4 آلاف ريال مع الشحن؛ حيث يصل تقربياً سعره 3.900 آلاف ريال، وليس فقط المكفوفون يعانون إنما جميع الإعاقات.
والمشكلة أن بعض المكفوفين لا يتكلم ولا يعترض على شيء ولا يبدي أية معارضة، مع العلم أن بعض هذه الأجهزة إن وصلت بين يديه سيستفيد بشكل كبير، وفي النهاية أريد أن أفاجئ البعض أن هنالك حاسباً محمولاً للمكفوفين، غير أنه مضاف إليه شاشة تخرج لغة برايل يصل سعره 30 ألف ريال!
لماذا هذا الاستغلال ولا نجد استثماراً حقيقياً للمكفوفين في هذا المجال؟
يا إخوان، لا تعتبروا مقالي فقط في دولتنا الحبيبة لأنها قدّمت الكثير، ولكن نطمح منها الأفضل، وإنما أقصد من هذا المقال عالم الكفيف العربي والعالمي.
والسلام موصول للجميع