التصنيفات
المقالات الاجتماعية والثقافية مقالات في مجال الإعاقة

الله يشفيك

حسين خليل نظر حجي

جريدة العرب

18 فبراير 2012

«الله يشفيك أو ما تشوف شر» كلمة يقولها الإنسان عندما يشاهد مرضى، لكن هل ذو الإعاقة مريض بحيث نقول له هذه الكلمة دوما وأين القصور.

أولا: ذو الإعاقة ليس بمريض
نعم، ذو الإعاقة مصاب بخلل جزئي أو كلي في إحدى حواسه، لكن هذا الخلل يستطيع أن يتعايش معه في حياة غير مستقلة عن أقرانه، فلذا لا نستطيع أن نقول لذي الإعاقة: أنت مريض.

ثانيا: أين الخلل؟
الخلل إما أن يكون من طرف ذي الإعاقة وإما يكون من طرف الذين يحيطون به.
1) ذو الإعاقة قد يتصرف تصرفات تبين أنه يعاني، وقد يكون دائما من النوع المتشكي من حالته، وهذا شيء خاطئ بالطبع، فنحن لله الحمد في دولة كريمة مهتمة بذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات وجميع فئات الشعب، وأيضا التشكي دوما مخالف للإيمان الذي جميعا نعتقده.
2) المشكلة قد تكون ممن حوْل ذوي الإعاقة، وهنا أريد أن أنقل لكم مشاهد حدثت لكفيف وسببت له مشكلة خجل حيث قلل اختلاطه مع الناس.
المشهد الأول: كفيف كان بالمسجد، وكان هنالك شخصان خلفه، فقال أحدهما للآخر: هل يجب على الذي أمامنا الصلاة؟!
المشهد الثاني: شخص كفيف كان في صالون رجالي، وبعد أن حسّن لحيته أراد من الحلاق أن يقوم بتنظيف بشرته بالبخار ونحوه، فأخبره أحد الجالسين: لماذا تريد ذلك وأنت لا ترى؟!
المشهد الثالث: شخص يمشي مع زوجته بمجمع ودخل محلا تجاريا وبعد أن حاسب على الذي اشتراه وهو خارج من المحل، إذا بأحد يقول له «ما تشوف شر.. الله يشفيك».

شكر خاص:
هنا كلمة حق يجب أن نقولها: هناك جهود مشكورة من قبل المؤسسات سواء الحكومية والمدنية للتقليل من هذه المشكلة، وهناك جهود جبارة خاصة لمعهد النور حيث برنامج الدمج وإدارة العلاقات العامة وخدمة المجتمع اللذان يقومان بأنشطة تثقيفية وتوعوية متنوعة في هذا المجال، لذلك فإن القصور ليس في الفعاليات والأنشطة، إنما القصور في الأشخاص أنفسهم، سواء ذو الإعاقة المتشكي دوما أو من يحيطونه من غير المثقفين الذين تتمثل إرادتهم في أن يبقوا في جهلهم بشأن ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات، بعدم حضورهم للأنشطة.
دعوة للجميع أن يحضروا الفعاليات المهتمة بهذا المجال حتى يعرفوا ويتعلموا المزيد..
والسلام على الجميع..